languageFrançais

الصراع الإيراني الإسرائيلي.. كيف غيّرت حرب الاستخبارات قواعد اللعبة ؟

بينما يركّز العالم على التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، وما يحمله من تهديدات قد تجرّ المنطقة إلى صراع أوسع، يدور في الخفاء صراع آخر لا يقل ضراوة وأهمية ألا وهو حرب مخابراتية معقدة ومستمرة.

هذه الحرب، التي تُخاض بعيدًا عن الأضواء وفي أروقة الظلال، تجسد البعد الاستراتيجي الحقيقي للعلاقة بين البلدين. فإلى جانب الضربات الجوية والصواريخ والتهديدات المتبادلة، يعمل جهازا المخابرات الأكثر نشاطًا في الشرق الأوسط - الموساد الإسرائيلي من جهة، وأجهزة الاستخبارات والأمن الإيرانية من جهة أخرى - على تنفيذ عمليات سرية واسعة النطاق. وتتراوح هذه العمليات بين التجسس واختراق الشبكات، وصولًا إلى عمليات التخريب والاغتيالات، وحتى حرب الفيروسات والهجمات السيبرانية.

تُعدّ هذه الحرب الخفية بين أجهزة المخابرات عمودًا فقريًا للصراع بين طهران وتل أبيب، مؤثرة بشكل مباشر على مجرى الأحداث، وتكشف عن أبعاد أعمق للتنافس المحتدم على النفوذ والأمن في الشرق الأوسط.

وكان جليّا أن اندلاع المواجهات الأخيرة بين طهران وتل أبيب كان مسبوقًا بتحضيرات دقيقة، وهو ما أشار إليه رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف بالقول إنّ "جزءًا كبيرًا من ضربات العدو ليست هجومًا عسكريًا، بل يتم عبر عناصر عميلة من الداخل".

الاستخبارات الإسرائيلية: أجهزة معقدة وسنوات من التخطيط والإختراق

منذ تأسيسها عام 1948، وضعت إسرائيل نفسها في خانة "الدولة الصغيرة المُحاطة بالأعداء"، الأمر الذي دفعها إلى بناء مجتمع استخباراتي معقد يتكون من عدة أجهزة رئيسية، لكل منها مهامه واختصاصاته، وتعمل جميعها بالتنسيق لخدمة الأمن القومي الإسرائيلي.

الأجهزة الرئيسية هي:

الموساد: جهاز الاستخبارات الخارجية

المهمة الرئيسية: جمع المعلومات الاستخباراتية السرية الخارجية وتنفيذ العمليات الخاصة (مثل الاغتيالات، التخريب، وعمليات سرية أخرى)، مكافحة التهديدات الخارجية، وإقامة علاقات سرية مع دول ومنظمات أجنبية.

* يخضع مباشرة لإشراف رئيس الوزراء الإسرائيلي.

يضم أقسامًا لجمع المعلومات، العمليات الخاصة (مثل وحدة "كيدون" للاغتيالات)، الحرب السيبرانية، العلاقات الدبلوماسية والاستخباراتية (مثل "تيفل")، ووحدات تكنولوجية (مثل "نبيعوت" للحصول على المعلومات عبر الوسائل الإلكترونية).

الشاباك: جهاز الأمن العام الداخلي

المهمة الرئيسية: التجسس المضاد، حماية الشخصيات الهامة، تأمين البنية التحتية الحيوية، وحماية أمن إسرائيل من التهديدات الداخلية، خاصة تلك المتعلقة بالفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

*يتبع مكتب رئيس الوزراء.

مجالات عمله: يشمل المراقبة، التحقيق، جمع المعلومات، والعمليات السرية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

أمان: شعبة الاستخبارات العسكرية

المهمة الرئيسية: جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية العسكرية لدعم القرارات الدفاعية والهجومية للجيش الإسرائيلي. يقوم أيضا بتقييم التهديدات العسكرية من الدول والكيانات المعادية، وتحليل القدرات العسكرية لمن يعتبرهم خصوما، وتقديم تقارير استخباراتية للقادة العسكريين والسياسيين.

* هو جزء لا يتجزأ من هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي.

أجهزة استخبارات أخرى ضمن المنظومة الإسرائيلية:

  1. الاستخبارات الجوية والبحرية: وحدات استخباراتية متخصصة تابعة لسلاح الجو والبحرية الإسرائيلية.

  2. وحدات استخبارات الشرطة: تابعة للشرطة الإسرائيلية وتتعامل مع الجريمة المنظمة والإرهاب الداخلي.

  3. مركز الأبحاث السياسية: فرع الاستخبارات التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ويقوم بتحليل المعلومات الدبلوماسية والسياسية.

  4. مجلس الأمن القومي: يعمل كجهة تنسيق وتقييم عليا للمعلومات الاستخباراتية المقدمة من جميع الأجهزة، ويقدم التوصيات لرئيس الوزراء.

يعمل هذا المجتمع الاستخباراتي المعقد بنظام "تقسيم العمل" الدقيق والتنسيق المستمر، حيث يكمل كل جهاز عمل الآخر.

*فيلم وثائقي من إنتاج التلفزيون العربي يتحدث عن قصّة إيلي كوهين أشهر جاسوس للموساد 

الموساد ومواجهة البرنامج النووي الإيراني: عقود من العمليات السرية

اهتمام الموساد الإسرائيلي ومتابعته للبرنامج النووي الإيراني ليس وليد اليوم، بل يعود إلى مطلع الألفية الثانية (بداية عام 2000)، حين خصص موارد هائلة وجنّد شبكات معقدة من العملاء داخل إيران وبدأ العمل على إحباط عمليات توريد قطع الغيار ومنع العلماء الأجانب من تقديم المساعدة، مرورًا بتخريب الإمدادات الكهربائية لبعض المنشآت.

ونوّعت إسرائيل عملياتها لإجهاض مشروع إيران لتخصيب اليورانيوم بالتعاون مع الولايات المتحدة، ولهذا الغرض اعتمدتا السلاح السيبراني لضرب قلب البرنامج النووي، ومن ذلك حادثة فيروس "ستاكسنت" الذي ضرب منشأة نطنز النووية شديدة الحراسة. 

واستهدف الفيروس بشكل خاص أنظمة التحكم الصناعية (SCADA) التي تتحكم في أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم. واكتُشف الفيروس علنًا عام 2010 بعد أن عطل ودمر حوالي 1000 جهاز طرد مركزي، وتسبب في تأخير كبير للبرنامج النووي، وكشف بوضوح عن قوة الحرب السيبرانية في هذه الصراعات.

كما نفّذ الموساد عمليات اغتيال استهدفت علماء نوويين إيرانيين، وأقدم على سرقة الأرشيف النووي عام 2018 (تم الإعداد لعملية السرقة منذ 2016)، واستولى على تصميمات لرؤوس حربية ومعلومات حساسة.

اغتيال قادة عسكريين وعقول نوويّة في عملية "الأسد الصاعد"

كشفت إسرائيل عن زعمها باختراق إيران منذ سنوات، ونجاحها في إنشاء قاعدة لطائرات مسيرة مفخخة بالقرب من العاصمة طهران، استخدمت في هجوم 13 جوان 2025. 

وقد نشرت وكالة "الأسوشيتد برس" تقريرًا بناءً على معلومات قدمها عدد من المسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية، مفادها أن التحضير لعملية "الأسد الصاعد" استغرق سنوات والغاية كانت تدمير البرنامج النووي الإيراني.

وحسب التقرير، تعاون الموساد مع الجيش الإسرائيلي على امتداد 3 سنوات، وتم تجميع المعلومات وتحديد نقاط ضعف الدفاعات الجوية الإيرانية قبل عمليّة "الأسد الصاعد". هذا التحضير جاء بعد عمليتي "الوعد الصادق" 1 و 2، حين شنت إيران هجومًا غير مسبوق على أهداف في إسرائيل وأطلقت للمرة الأولى في تاريخها مئات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية ردًا على استهداف قنصليتها في دمشق في أفريل 2024، واغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية والأمين العام السابق لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.

وتمكن عملاء الموساد من تهريب طائرات مسيرة صغيرة داخل مركبات لضرب أهداف من مسافة قريبة. كما تم إعداد قائمة للجنرالات والقادة العسكريين الإيرانيين مرفقة بتفاصيل دقيقة عنهم وعن حياتهم اليومية.

واستعان الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنصت على المكالمات وتحليل المعلومات وتتبع حركة القادة الإيرانيين، وهذا ما سهل عملية اغتيال كبار القادة العسكريين لا سيما ضمن الحرس الثوري الذين تم رصدهم خلال اجتماع داخل مقر قيادة تحت الأرض، وشملت العملية مهاجمة برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وموقع نطنز النووي.

ومنذ انطلاق الحرب اغتال الكيان الصهيوني أكثر من 17 عالماً في المجال النووي من بينهم إيثار طبطبائي وفريدون عباسي (شغل سابقا منصب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية) وأحمد رضا ذو الفقاري ومهدي طهرانجي ومطلبي زاده وغيرهم..

وكشفت وسائل إعلام عبريّة تفاصيل عمليّة أطلق عليها "نارنيا" واستهدفت علماء نوويين إيرانيين حيث تم اغتيال تسعة منهم في نفس الوقت أثناء نومهم في أسرّتهم، وتم ذلك دون إصدار أيّ إنذار أو اتخاذ تدابير وقائية.

 

استعراض قوّة.. ترامب يعتبر خامنئي هدفا سهلا

رغم الادعاءات الرسمية بعدم المشاركة المباشرة في الضربات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية، فإن موقف الولايات المتحدة، خاصة تصريحات الرئيس دونالد ترامب، يكشف عن دعم ضمني قوي لهذه الهجمات.

وصرح ترامب قائلاً: "نعرف بالضبط أين يختبئ من يسمى بالزعيم الأعلى، إنه هدف سهل، لكنه آمن هناك.. لن نقتله على الأقل ليس في الوقت الراهن"، في وقت أعلنت فيه طهران أنّه جرى نقل المرشد الأعلى علي خامنئي وأفراد عائلته إلى ملجأ محصن في منطقة لويزان شرق العاصمة طهران.

وأضاف: "لدينا سيطرة كاملة وشاملة على سماء إيران.. كانت إيران تمتلك أجهزة تتبع جوية جيدة ومعدات دفاعية أخرى، بل ووفرة منها، لكنها لا تُقارن بالمعدات الأمريكية الصنع والمصممة والمصنعة.. لا أحد يُتقنها أكثر من أمريكا".

هذه التصريحات لا تقتصر على كونها تعبيرًا عن قدرات استخباراتية، بل تُقرأ أيضًا كضوء أخضر سياسي، أو على الأقل عدم ممانعة، للهجمات الإسرائيلية ويعكس التنسيق الاستراتيجي بين ترامب وناتنياهو.

الاستخبارات الإيرانية: أجهزة متشعبة وقدرات اختراق عالية

تواجه إيران عقوبات دولية منذ سنوات خاصة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بسبب برنامجها النووي وتتضمن هذه العقوبات حظرًا على الاستيراد والتصدير وتجميد الأصول وقيودًا على التعاملات المالية، ورغم هذه الضغوطات حققت طهران قفزة نوعية في تطوير قدراتها الاستخباراتية والأمنية. 

وأظهرت إيران مرونة لافتة في بناء أجهزتها مستفيدة من عمقها الاستراتيجي في المنطقة وتنوع أذرعها لتجنيد العملاء، لتصبح قوة لا يُستهان بها في عالم الظلال. ولم تعد الاستخبارات الإيرانية مجرد جهاز دفاعي بل تطورت لتصبح أداة فعالة في التصدي للتهديدات ونجحت في تحويل التحديات إلى فرص لتعزيز أمنها القومي ونفوذها الإقليمي عبر حرب استخباراتية لا تزال فصولها تتكشف.

وتعمل أجهزة الاستخبارات والأمن الإيرانية، وعلى رأسها وزارة الاستخبارات والأمن (MOIS) ووحدة استخبارات الحرس الثوري الإيراني (IRGC-IO)، على بناء قدرات ردع خاصة بها، محققة نجاحات هامة في السنوات الأخيرة ضد الهجمات التي تتعرّض لها.

عمليات الاختراق والتجنيد.. قلب الردّ الإيراني

نجحت الاستخبارات الإيرانية في اختراق أهداف حساسة وشن عمليات ضد الكيان الصهيوني بالأخصّ، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. 

ولم تعد هذه العمليات مقتصرة على الأساليب التقليدية، بل تطورت لتشمل جوانب متعددة من بينها استهداف المصالح الإسرائيلية في الخارج ومكافحة التجسس في مواجهة الاختراق الإسرائيلي المتزايد، خاصة فيما يتعلق بالبرنامج النووي والعسكري وأيضا استهداف ضباط استخبارات اسرائيليين وعملاء لهم في المنطقة كردّ على الاغتيالات وعمليات التخريب.

إيران تعلن العثور على "كنز" نووي ثمين

أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية بدورها عن امتلاك وثائق نووية حساسة حصلت عليها من داخل إسرائيل، تحتوي على برامج غير قانونية وسرية للأسلحة النووية إلى جانب بيانات باحثين أجانب يعملون مع إسرائيل.

وحسب وكالات الأنباء العالمية، فإن طهران تمكنت من الوصول إلى كمية ضخمة من المعلومات والوثائق الاستراتيجية والبحثية والعلمية. وكشفت الاستخبارات الإيرانية أن الوثائق تشتمل على معلومات حول المنشآت والأبحاث والبرامج العسكرية والصاروخية، إلى جانب الاتصالات مع مؤسسات أمريكية وأوروبية، حيث تتعلق بالبرامج النووية الحالية والمستقبلية لإسرائيل.


إجراءات إيرانية للوقاية من التجسس وتعزيز الأمن الرقمي

أدركت إيران أهمية الفضاء السيبراني كساحة جديدة للصراع وردًا على الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية (مثل فيروس ستوكسنت)، استثمرت طهران بشكل كبير في بناء قدراتها السيبرانية الهجومية والدفاعية. 

وأصبحت القوات السيبرانية الإيرانية قادرة على شن هجمات على بنى تحتية حساسة، بما في ذلك المواقع الحكومية، بهدف تعطيل الخدمات وجمع المعلومات.

وخلال المواجهات الحالية مع الكيان الصهيوني، أصدرت قيادة الأمن السيبراني قرارًا يحظر على المسؤولين الحكوميين وفرق حمايتهم استخدام جميع الأجهزة المتصلة بالشبكات الاتصالية والاتصالات العامة، بما في ذلك الهواتف الذكية والساعات الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.

ويهدف هذا الإجراء بشكل أساسي إلى تعزيز الأمن السيبراني وحماية المعلومات الحساسة للمسؤولين، ومنع أي محاولات لتتبع مواقعهم أو اختراق بياناتهم من قبل أجهزة استخبارات معادية، خاصةً إسرائيل. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تقارير إيرانية بخصوص استخدام إسرائيل لتقنيات تتبع الهواتف المحمولة لتحديد مواقع واغتيال مسؤولين إيرانيين.

وبالإضافة إلى حظر الأجهزة على المسؤولين، دعت وسائل إعلام حكومية إيرانية المواطنين إلى إزالة تطبيق واتساب من هواتفهم الذكية، بدعوى أنه يجمع معلومات المستخدمين ويرسلها إلى إسرائيل لأغراض التجسس، وهو ادعاء نفته شركة واتساب (التابعة لشركة ميتا).

وحسب تقارير إعلامية، فإن هذا الحظر يأتي كجزء من جهود مكافحة التجسس والتخفيف من المخاطر الأمنية المتزايدة.


دعوات استخباراتية وحملات اعتقال واسعة

في خضم الحرب الخفية والمكشوفة التي تخوضها إيران مع إسرائيل، تصاعدت جهود طهران الاستخباراتية لمواجهة ما تعتبره اختراقًا إسرائيليًا لأراضيها. وقد أعلنت السلطات الإيرانية عن اعتقال عدد كبير من "المتعاملين" مع جهاز الموساد الإسرائيلي، وتفكيك خلايا تجسس يُزعم أنها كانت تعمل لصالح تل أبيب.

تأتي هذه العمليات في سياق حرب ظلال شرسة، حيث تسعى إيران إلى إظهار قدرتها على التصدي لمحاولات التجسس الإسرائيلية، التي تستهدف بشكل خاص برنامجها النووي والعسكري، إلى جانب جمع المعلومات عن شخصيات ومنشآت حيوية.

وطلبت السلطات الإيرانية من المواطنين الانتباه إلى نوع معين من السيارات، وخاصة شاحنات البيك أب (Pickup truck)، التي يُزعم أنها تستخدم في إطلاق الطائرات المسيرة وتوجيه الصواريخ. كما دعت إلى الإبلاغ عن الأشخاص والتحركات المشبوهة خلال ساعات الليل أو في الأماكن الحساسة.

وشنّت الأجهزة الأمنية الإيرانية حملات اعتقال واسعة لـ"الجواسيس والعملاء" المرتبطين بالموساد الإسرائيلي، معلنة إيقاف عشرات الجواسيس في طهران وهمدان ومسجد سليمان ولورستان. كما أحال القضاء 28 مشتبهًا بهم إلى النيابة العامة بتهمة التعاون مع أجهزة استخبارات إسرائيلية.

كما أعلنت تقارير إيرانية رسمية تفكيك ورش سرية لتصنيع المتفجرات والطائرات المسيرة واعتقال المتورطين فيها في مناطق مثل أصفهان والبرز وزنجان، إلى جانب إعدام جاسوس مرتبط بالموساد كان قد اعتقل في ديسمبر 2023.

يتجاوز الصراع بين إيران وإسرائيل بكثير حدود المواجهة العسكرية التقليدية، ليغوص عميقًا في عالم حرب الاستخبارات.. إنها معركة لا تُحسم بقوة السلاح وحده، بل بقدرة كل طرف على جمع المعلومات واختراق الخصم، وتأمين دفاعاته السيبرانية والبشرية. 

ما نشهده اليوم هو فصل متطور من هذا الصراع، حيث أصبحت المعركة الاستخباراتية المحرك الرئيسي للأحداث، من عمليات الاغتيال والتخريب، وصولًا إلى سباق التسلح السيبراني والتصدي لشبكات التجسس.

هذه الحرب الخفية تضع تحديات هائلة أمام الطرفين، وتطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الأمن الإقليمي: هل ستنجح أجهزة الاستخبارات الإيرانية في منع الاختراق الإسرائيلي أم أن الموساد سيواصل الحفاظ على تفوقه النوعي؟ 

*أميرة العلبوشي

(بعض الصور مولّدة بالذكاء الاصطناعي)
 

اقرا أيضا